من هنري ميلر إلى آناييس نن - ترجمة أسماء حسين:


آناييس عزيزتي،

أنا أحبك بجنون، بجنون حق. آناييس، هذه الليلة كنت كالمجنون. اندفعت خارج المسرح، لأنني، ولمرة واحدة، لم أقو على الإدعاء مجددًا. لم أعرف ماذا كنت لأفعل لو أنني التقيت بك على مقربة في تلك القاعة. أو رأيت أحدهم يحيطك بذراعيه بعد ذراعيّ.

آناييس، لقد صرتِ جزءا مني يمكنه قلبي تمامًا رأسًا على عقب، حيزًا صغيرًا لكنه يعني الكثير. أنا لا أعرف ما الذي أكتبه ولا أرتبه كما تعتقدين - أعلم فقط أنني أحبك، وأريدك حصرًا، ومطلقًا، وبشكل محموم. لا أعرف ما أريد سواكِ. لا أعرف كيف أحتمل أن تنتمين لسواي. على ما أعتقد، انك غمرتني بك، إلى حد إفسادي. دللتني إلى حد الغرور. فاستمريت في طلبي لأشياء صعبة على نحو متزايد، وتوقعت منك صناعة المعجزات. وعلا غروري عليكِ.

انتِ لا تعرفين كم افتقد الليالي البسيطة التي قضيناها معًا وما تعنيه بالنسبة لي. في الأوقات الأخري تبدين في غيابك كما لو أنك مجرد طيف، شبح.

تعالي، وامرضي روحي بالرغبة، بالتوق لامتلاكك، بدفئك، حتى بعيوبك، لا أرغب ببدائل لوجودك، لحبك، لأن تكوني بقربي على الدوام،  للحديث معك، بعفوية، للتحرك حولي كما لو أنك جزءًا مني ينساب في كل حركة.





المصدر