فن وحيد (فن الفقد) - إليزابيث بيشوب


(ترجمة:أسماء حسين)


فن الفقدان ليس عصيًّا على الإحتراف.
أشياءُ كثيرةٌ تبدو وكأنها مفطورة لأجله
إلى حدِّ أن فقدانَها (فعلًا) لا يعد بالكارثة.

إخسرْ شيئًا كلَّ يوم.
وتصالحْ مع فوضاه
مع الاضطرابِ الناجمِ عن ضياعِ المفاتيحِ،
أو ساعة مهدرة من الزمن.
فن الخسران ليس عصيًّا على الاحتراف.

ثم مرّن روحك، بالمزيد من الخسارة
لتحترف الأمر أسرع
خسارةِ أماكنَ، وأسماءٍ،
ومطارحَ كنت تنوي السفر إليها.
لا شيء من ذلك كلِّه سيَأتي بكارثة.

لقد أضعتُ ساعةَ أمي.
وانظر!
بيتي الأخير، أو ما قبل الأخير،
من الثلاثة بيوت الأحب لي، قد ولَّى.
فن الفقدان ليس عصيًّا على الإحتراف.
لقد فقدتُ مدينتين، مدينتين حميمتين.
والأعظم: أنني فقدتُ عوالمَ امتلكتها يومًا،
ونهريْن، وقارّةً.
وحقًا، أتوق إليهم جميعًا، لكن لم تقع بفقدانهم كارثة.

حتى فقدانك أنت
(صوتك المداعب، ولفتاتك التي أحبّ)
لا يجدر بي الكذب: فمِن الجليّ
أن الفقدان ليس عصيًّا بالمرة.
وإن بدا الأمر (اكتبي ذلك!) تمامًا ككارثة.

منشور (مع تحرير خاص بالموقع) في:

http://al-adab.com/article/%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%AB-%D8%A8%D9%8A%D8%B4%D9%88%D8%A8

وفي العدد الرابع للاصدار الرابع من مجلة إبداع