قديس الاكتئاب الهوسي - كليمنتين فون راديكس


(ترجمة: أسماء حسين)


إلهامًا من فنسنت فان جوخ،
قديس الاكتئاب الهوسي الذهاني:
في أحيان كثيرة
أفكر بفينسنت وقطعة اللحم التي كانت يومًا ما أذنه
كيف منحها لفتاة جميلة لم تكن متأكدة حتى من اسمه
ثم قضى الليلة بمفرده
محاولًا ألا ينزف حتى الموت
ومنذ تشخيصي النفسي
وجزء مني يحيا دائمًا داخل تلك اللحظة
حيث أتخيل مشهدًا لفتاة خائفة
ورسام ينزف
واللحم الممزق بينهما
وأحيانًا أكون الفتاة
أحيانا أكون الدم المتقاطر
ولكن في معظم الأحيان
أنا الشخص الذي يقدم فوضى غير مرغوبة من نفسه
ويسميها هدية.
في أسوأ الأيام
أن تكون مريض بالاكتئاب الهوسي
هو أن تقف على أرض
لا يمكنها أن تعدك بالبقاء تحتك.
أن تكون كلا من المعتدي والضحية
كلا من السكين واللحم الذي يرحب بها داخله
وأحيانا كثيرة داخل هذه القصائد
وفي فراش العشاق
وفي مائدة مطبخ أمي.
أفسر حقيقة هذا المرض
وأشاهد من أحبهم
يسحبون أنفسهم بعيدا عني.
أنا فوضى
أنا بالكاد شجار حانة خفي

أعرف تمامًا كم من الناس يعتقدون
أن ذلك يجعل من المستحيل أن أقع بالحب
هناك أيام أعتقد فيها ذلك أيضًا
أحب رجل طيب
ينام بجانبي كل ليلة
وفي كل مرة يخبرني بأنه يحبني
تصبح فكرتي الأولى هي: لماذا؟
ألا يمكنك أن ترى لدى الأشخاص الأجمل مشاكل أقل
أما فكرتي الثانية فكانت:
من غيره سيحبني حينما يقرر التوقف
من السهل أن أفقد نفسي في فوضى كتلك
أن أقول أحبك وأعني فقط أنني آسفة

لكنني أحاول التفكير في فنسنت فان جوخ
وكيف قال معلمه الأول
أن رجل مجنون فقط هو من يمكنه أن يرسم هكذا
فقط في الجنون
يمكنك أن تحمل الكثير من الفرح
والحزن، في نفس الفرشاة
وفي تلك الفكرة
كل قطرة من الطلاء والدم يتشاركان نفس النهر
مثل كل زهرة عباد شمس تتفجر كنجم
من قلب فينسنت البري
أتعلم
يقول مؤرخو الفن
أن هوسه كان السبب في رؤيته
للسماء الليلية المرصعة بالنجوم تدور هكذا
مرضه صار عبقريته
ثم صار إلهامه
وشكرًا للنجوم على تلك المعجزة
وللطريقة التي تعمل بها أصابعنا المكسورة من وسط الأوساخ
حتى نتمكن من إقناع الخير بالنمو هناك
لقد قضيت ليالٍ لا تعد ولا تحصى حزينة لأجل عقلي
لكن الليلة، أغني لتوهجه
بتلك الطريقة التي تمكنت منها
وشكرا للنجوم لأجل ذلك
لهذا الفرح الجديد
لهذا الدم الطيب
للجمال الذي أجده في النهر
بما يكفي لأخذي إلى هناك
وأقسم
أنني لن أعتذر
عما يسمح لي برؤية السماء
ليس الليلة،
ولا بأي وقت آخر.


*